تُعد كليلة ودمنة من أجمل المؤلفات في الحكمة ورمزية السياسة، لكم عندي هذه القصة، والتي الهمتني الكثير منذ سنين طويلة،
اقرأؤها بعمق، واستخلصوا العبرةَ والتي تفوقُ القِصَّةَ البسيطةَ نفسَها ...
والعاقلُ هو الَّذي يَحتالُ للأمرِ قَبلَ تَمامِهِ و وقُوعِه: فإنَّكَ لا تأمَنُ أن يَكونَ ولا تَستَدرِكهُ. فإنَّهُ يُقال: الرِّجالُ ثلاثةٌ: حازِمٌ وأحزَمُ مِنهُ وعاجِزٌ؛ فأحد الحازِمَين مَن إذا نَزَلَ بِهِ الأمرُ لَم يَدهَش لَهُ، ولَم يَذهب قَلبُهُ شُعاعاً ، ولَم تَعي بِهِ حيلَتَهُ و مَكيدَتُهُ التي يَرجو بِها الَمخرجَ مِنهُ؛ وأحزَمُ مِن هذا الُمتَقَدِّمُ ذو العِدَّةِ الَّذي يَعرِفُ الابتِلاءَ قَبلَ وُقوعِهِ، فَيعظِمُهُ إِعظاماً، ويَحتالُ لَهُ حَتّى كأنَّهُ قَد لَزِمَهُ: فَيحسِمُ الدَّاءَ قَبلَ أن يُبتَلى بِهِ، ويَدفَعُ الأمرَ قَبلَ وُقوعِهِ. وأمّا العاجِزُ فَهو في تَرَدُّدٍ وَتَمَّنٍ وتَوانٍ حَتى يَهلَك. ومِن أمثالِ ذَلكَ مَثَلُ السَّمَكاتِ الثلاث. قال الأسدُ: وكيفَ كان ذلكَ؟
قال دمنةٌ: زَعَموا أن غَديراً كانَ فيهِ ثَلاثُ سَمَكاتٍ: كَيَّسَةٌ وأكيَسُ مِنها وعاجِزَةٌ؛ وكان ذلكَ الغَديرُ بِنَجوَةٍ من الأرضِ لا يَكادُ يَقرَبهُ أحدٌ وبِقُربِهِ نَهرٌ جارٍ. فاتَفَقَ أنَّه اجتازَ بذلكَ النَّهرِ صَيادان؛ فأبصَرا الغديرَ، فَتَواعدا أن يَرجِعا إِليهِ بِشِباكِهِما فَيَصيدا ما فيهِ من السمكِ.
فَسَمِعَ السَّمكاتُ قَولَهُما؛ فأمّا أكيَسُهُنَّ لَمّا سَمِعَت قَولَهُما، وارتابَت بِهِما، وتَخَوَّفَت مِنهُما؛ فَلَم تَعرُج على شيءٍ حتى خَرَجَت مِن الَمكانِ الَّذي يَدخُلُ فيهِ الماءُ مِن النهرِ إلى الغديرِ. وأما الكَيِّسَةُ فإنها مَكَثَت مَكانَها حتى جاءَ الصيادان؛ فَلَمّا رأتهُما، وعَرَفَت ما يُريدان، ذَهَبَت لِتَخرُجَ مِن حَيثُ يَدخُلُ الماءُ؛ فإذا بِهِما قَد سَدّا ذلك المكانِ فحينئذٍ قالت: فَرَّطتُ، وهذه عاقِبةُ التَفريطِ؛ فَكيفَ الحيلةُ على هذهِ الحالِ. وقَلَّما تَنجَحُ حِيلَةُ العَجَلةِ والإرهاقِ ، غَيرَ أنَّ العاقلَ لا يَقنِطُ من منافعَ الرأي، ولا يَيئَسُ على حالٍ، ولا يَدَعُ الرأيَ والجهدَ. ثُمَّ إنِّها تَماوَتَت فَطَفت على وَجهِ الماءِ مُنقَلِبَةٍ على ظَهرِها تارَةً، وتارَةً على بَطنِها؛ فأخَذَها الصيادان فَوَضعاها على الأرضِ بَينَ النهرِ والغديرِ؛ فَوَثَبَت إلى النهرِ فَنَجَت. وأمّا العَاجِزَةُ فَما تَزَلْ في إِقبالٍ وإِدبارٍ حَتّى صِيدَت.
انتهت القصة
والحياة مجموعة فرص علينا ان نتعلم كيف نغتنمها، حتى لا ينتهي بنا الحال بالعجر.
وكتاب كليلة ودمنة مؤلف هندي قديم كان يعتبر من كنائز الحكمة واسرار الدولة، حتى إن الفُرس احتالوا عشرين عاما للحصول على نسخة منه، وكان عبدالله بن المقفع قد ترجم هذا الكتاب من الفارسية إلى العربية.
يكاد الفجر تشربه المطايا -- وتملا منه اوعية شنان…[أكمل القراءة]
ايها السائر بين الغيهب -- عاثر الخطو جلي التعب ضا…[أكمل القراءة]
احبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا - وابغض فيمسي الكون سج…[أكمل القراءة]
قال بغل مستنير واعظا بغلا فتيا : يا فتى اصغ اليا .…[أكمل القراءة]
ذكروهم مجد امتنا السليب *** وانشروا بالحق نورا لاي…[أكمل القراءة]
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله ﷺ…[أكمل القراءة]
قيل : هو عصام بن شهبر حاجب النعمان بن المنذر الذي…[أكمل القراءة]
الان، في المنفى ... نعم في البيت، في الستين من عمر…[أكمل القراءة]
قال ابو الحسن المدايني : خرج الحسن والحسين رضي الل…[أكمل القراءة]
ان الحكم يحتاج الى العقل والقوة كما انه لا يمكن ال…[أكمل القراءة]